صورة الخبر
الأخبار

تحت رعاية الأستاذ الدكتور سالم صبّاح رئيس الجامعة انطلاق فعاليات مؤتمر ثقافة الحوار ضرورة وطنية

انطلقت صباح اليوم فعاليات مؤتمر ثقافة الحوار ضرورة وطنية، الذي تنظمه جامعة فلسطين بالتعاون مع جمعية نطوف للبيئة وتنمية المجتمع، وبدعم من برنامج الفاخورة للمنح الدراسية والتمكين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وبتمويل البنك الإسلامي للتنمية، بحضور الأستاذ فاروق الافرنجي رئيس مجلس الأمناء، والدكتور عبد الكريم المدهون عميد الدراسات العليا والبحث العلمي ورئيس المؤتمر والأستاذة مزنة أبو ميري مديرة برنامج الفاخورة، والمهندس حاتم حسونة رئيس مجلس إدارة جمعية نطوف، وعدد كبير من الشخصيات الاعتبارية والأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني والمهتمين.

حيث افتتح "المدهون" المؤتمر، مرحباً بالحضور، ومتمنياً أن يفضي المؤتمر إلى قراءة علمية وعملية للحالة الفلسطينية من أجل الوصول إلى رؤية علمية تختص بثقافة الحوار كأسلوب حياة ونهج في المجتمع الفلسطيني، ومؤكداً أن جامعة فلسطين تسعى إلى تأصيل منهجية الحوار البناء في المناهج الدراسية ودعم وتطوير أسلوب النقاش الحر بين الطلبة.

وقال رئيس المؤتمر أن جامعة فلسطين قد أنشأت مركز المناظرات من أجل نشر ثقافة الحوار البناء وتهيئة الأجيال الشابة لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل من خلال تأهيلهم ليكونوا قادرين على الإقناع واحترام الآراء والتفاعل مع وجهات النظر المختلفة، ومناقشة قضايا العصر بروح منفتحة وبلغة حضارية بعيداً عن سلوكيات العنف.

واختتم "المدهون" كلمته بتقديم كل معاني الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح المؤتمر، متمنياً أن يخرج المؤتمر بأفكار وتوصيات قابلة للتنفيذ وحاضنة لطموحات شعبنا ومتطلعة لتحقيق الهدف المنشود له وهو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

ومن جهتها أشادت "أبو ميري" بالمؤتمر والقائمين عليه مؤكدة على أن ثقافة الحوار ضرورة مجتمعية تساعد على اكتشاف الذات والشعور بالمسؤولية وتكوين نظرة إيجابية نحو المستقبل وتعزيز فهم الواقع، مطالبة الجامعات الفلسطينية  بعقد الأنشطة والفعاليات التي تساعد على إحداث تطوير ملحوظ لمجتمع الحوار والمعرفة الذي نسعى إلى إيجاده.

وأكدت مديرة برنامج الفاخورة أن المؤتمر يأتي كمبادرة من برنامج الفاخورة ليقدم رؤية تطويرية لدور الكليات والجامعات في تفعيل مسيرة البحث العلمي ودعم منهجية مؤسسات التعليم العالي لدمج طلابها في نشاطات لامنهجية تصقل مهاراتهم الحياتية وتؤكد على أن رسالة العلم هي رسالة تكاملية مع المجتمع.

ومن جهته أشار "حسونة" إلى أنه يجب على الجميع احترام الطرف الآخر وفق القوانين والدساتير، والإيمان بأن ثقافة الحوار هي اللبنة الأولى لاحترام الرأي والرأي الآخر وبناء المجتمعات المتحضرة.

وقال رئيس مجلس إدارة جمعية نطوف أننا في الجمعية نسعى إلى أن نكون مشاركين بفعالية في مشروع التنمية لخدمة أبناء شعبنا ومجتمعنا الفلسطيني، مشيراً إلى أن مشاركة الجمعية في المؤتمر هي بمثابة تفعيل لدورها في وسعيها المستمر لتعزيز ثقافة الحوار بين أوساط شعبنا الفلسطيني، متمنياً أن يحقق المؤتمر أهدافه المنشودة.

ومن جانبه وعبر مكالمة هاتفية أكد الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية ضرورة تعزيز الحوار في شتى مناحي الحياة، موضحاً أن الفكرة لا تقاوم إلا بفكرة، ولا بد من تعزيز ثقافة الحوار بين الشباب لأنهم أعمدة المجتمعات التي تشق الطريق نحو المستقبل والرفعة والارتقاء بالمجتمعات خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها العالم العربي.

وأعرب "اللاوندي" عن ضرورة الاختلاف البناء الذي لا يفسد للود قضية، فالاختلافات هي التي تنوع الآراء وتخلق الإبداع في إيجاد الحلول المميزة للمشاكل التي تعاني منها الشعوب والمجتمعات، مشدداً على ضرورة غرس مفاهيم حل الاختلافات بالحوار البناء.

ومن جانب آخر قالت الأستاذة ملكة شويخ الناشطة الشبابية في بريطانيا خلال مداخلتها عبر سكابي أن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا وأن الاختلاف بين البشر هو فطرة حتمية ولكن المهم أن نعالج هذه الاختلافات بالحوار البناء.

وأضافت "شويخ" أن ديننا الإسلامي الحنيف دعا إلى تعزيز ثقافة الحوار بين المجتمعات من خلال الآيات القرآنية التي نصت على ذلك في قوله تعالى"وجادلهم بالتي هي أحسن"، وقوله تعالى "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" وهذه الآيات فيها دعوات مباشرة لتجسيد مبدأ الحوار وآدابه وأصوله التي يجب أن تتوفر لدى كافة الأطراف، متمنية أن يخرج المؤتمر بتوصيات تعزز ثقافة الحوار وتحقق آمال القائمين عليه.

وتناول المؤتمر عرض لخبرات فلسطينية في ثقافة الحوار كانت أولها مع المهندس عماد الفالوجي كمدير لمركز آدم لحوار الحضارات، حيث استعرض الفالوجي خبرته في المجال، مشيراً إلى أن الحوار وجد مع خلق آدم عليه السلام، وموضحاً أن الملائكة خلقت لعبادة الله عز وجل ولكن مع خلق آدم عليه السلام حاورت الملائكة الله عز وجل من خلال قوله تعالى ""، فكان الحوار مع خلق آدم.

وأوضح مدير مركز آدم لحوار الحضارات أن ثقافة الحوار هي التي تنقص المجتمعات وليس الحوار ذاته، معتبراً أن غياب ثقافة الحوار يعني غياباً لبني آدم وتفشي لظواهر القتل والعنف، مبدياً سعادته بعقد المؤتمر الذي يعتبر نقطة تحول نحو تعزيز ثقافة الحوار بين أوساط المجتمع المختلفة، ونواه لعقد العديد من الأنشطة والفعاليات ذات العلاقة.

فميا استعرض الأستاذ عمر شعبان مدير مؤسسة بال ثنك خبرته في المجال، معبراً عن أسفه الشديد لأن الشعوب العربية بدأت التحدث عن الحوار وثقافته متأخراً جداً، وأنهم لم يستفيدوا من تجربة أوروبا التي تخلت عن الحروب والقتال منذ زمن وحكمت لغة الحوار للتعايش فيما بينها بعد علمها اليقين أن الحروب لا تجلب سوى إبادة الإنسانية والبشرية، وأنه لا يمكن التعايش بين البلدان والشعوب المختلفة إلا من خلال الحوار.

أما حول الحالة الفلسطينية فقد تطرف "شعبان" إلى موضوعين كان أولها موضوع الكهرباء، حيث صرح أنه كان أحد الذين أداروا حواراً على مدار سنة كاملة حول موضوع الكهرباء، مشيراً إلى أنهم توصلوا لنتائج ممتازة تساهم في حل المشكلة تنتظر قراراً سياسياً لتطبيقها.

أما الموضوع الثاني فكان ملف المصالحة الفلسطينية، حيث أشار إلى أنه يعمل مع الحكومة السويسرية في ملف المصالحة كمستشار لها، وقال أننا أجرينا دراسات ونقاشات وحوارات ووضعنا المصلحة الوطنية على رأس الأولويات، فتوصلنا إلى حلول بناءة استطعنا تنفيذ جزء منها والباقي طور التنفيذ.

كما تطرق مدير مركز بال ثنك إلى نموذج حرب صربيا وكرواتيا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والتي استمرت لقرابة عشرين عاما استطاع بعدها الشعبين أن يدركا أنه لا مجال للتعايش إلا بالمصالحة والحوار برغم آلام الماضي، متمنياً أن يتسنى لشعبنا أن لا يتأخر في إدراك هذا الأمر، وأن يعزز مثل هذه الأنشطة بين مختلف الأوساط المجتمعية لتحقيق هذا الهدف.

هذا وتخلل المؤتمر عرض لخبرات بعض الطلبة المستفيدين من برنامج الفاخورة، حيث استعرضت الطالبة إسراء ياسين دور برنامج الفاخورة في تعزيز ثقافة الحوار، فميا استعرض الطالب عبد الرحمن جعرور دور المجالس الافتراضية في تعزيز ثقافة الحوار مع الغرب.

كما تضمن المؤتمر مناظرة بين طلبة جامعة فلسطين، وطلبة برنامج الفاخورة بعنوان "ثقافة الحوار ضرورة وطنية" قدم الطلبة من خلالها نموذجاً للحوار واحترام الرأي الآخر وصولاً لتحقيق الأهداف المشتركة التي تحقق مصالح الأطراف جميعاً.

يذكر أن المؤتمر سيستمر ليوم غد الأحد حيث سيتضمن اليوم الثاني ثلاثة جلسات سيتخللها جميعاً مشاركات بحثية حول ثقافة الحوارسيتلوها النتائج والتوصيات التي سيسعى القائمون على المؤتمر إلى تبنى هذه التوصيات والتواصل مع كافة الجهات المعنية لتحقيقها.